Skip to main content

باتش - قصة قصيرة

أنا رجل حقير، رجل نذل، رجل سوداوي وحاقد!
نعم عزيزي أنا كل هذا، كل يوم أجلس على نفس هذا المقعد البالي في غرفة المعيشة أدخن في صمت، ثم أصفع زوجتي وأذهب للنوم.
زوجتي شديدة السذاجة تحبني تعتقد أني بطلها ومنقذها، أوه باتريكا كم أنت غبية !
باتريكا تبلغ من العمر 30 عام، ثمينة لكنها جميلة دائما، تزوجتها وهي 16 عام هربت من أهلها من أجلي… والآن لدينا طفلين باربرا 18 عام وروبرت لديه 12 عام.
باربرا جميلة للغاية تذكرني بأمها وهي صغيرة، شعرها بني يميل للحمرة بشرتها بيضاء وقوامها متناسق، عينها بنية واسعة لكن تحمل نظرة باردة تلك النظرة كأنها تريد قتلك، ملاك بجناح وقرون شياطين لذلك كنت أضربها مثل أمها لأنها تريد قتلي، نعم هي تريد قتلي!
أما روبرت لا يفعل ولا يتحدث مع أحد غير باربرا يجلس في غرفته يقرأ ويكتب ولا يخرج منها أبدا، لديه قط يناديه باتش 
روبرت شعره بني، لونه شاحب وعيناه واسعة عند النظر فيهما يمكنك أن ترى نفسك على حقيقتها لذلك أخاف منه، هو يعكس صورتي، قطه أسود ولديه بقعة بيضاء على جبينه.

أنا ادوارد أبلغ 40 عام أي رجل بالغ تماما، ضخم الجثة ضعيف الجسد كنت أعمل في مصنع حديد منذ ثلاث سنوات، وتركت العمل بسبب شجار مع صاحب المصنع وأنا أعمل على إحدى المشغولات أصابت قطعة حديد عيني اليمنى وفقدتها للأبد، لذلك ذهبت لصاحب المصنع وطلبت منه أن يعطيني عينه اتهمني بالجنون فتركت العمل…
أنا إدوارد عاطل عن العمل، أرى بعيني اليسرى فقط رجل حقير، رجل نذل، رجل سوداوي وحاقد!

بعد مكوثي عن العمل ازدادت حالتي النفسية سوءا وأصبح يزداد هياجي بشدة كنت أضرب باتريكا وباربرا بشدة حتى أرى دم يتساقط من فمهما، لم يكن يهدئ أعصابي سوى الخمر يجب أن أشرب زجاجة خمر يوميا حتى أهدا وبعد مكوثي عن العمل لم تعد تتوفر هذه الزجاجة بسهولة بالطبع بجانب نقص الطعام وإيجار السكن. 

في السنة الأولى غيرنا مسكننا ونقلنا لسكن آخر مكون من شقة صغيرة أسفل الأرض، كانت مخزن خردوات وتركه المستأجر القديم، حصلنا عليه بسعر قليل، مكون من ثلاث غرف صغيرة وغرفة معيشة هي في الواقع معيشة ومطبخ وسفرة، كما لا يوجد تهوية بها على الإطلاق لذلك كانت في الصيف أقرب لفرن، وفي الشتاء تتجمد أطرافك وكنا نحصل على الطعام من تبرعات الكنيسة، والقليل من الخمر مما يعني الكثير من الضرب لباتريكا وباربرا، لكن أبدا لم أضرب روبرت لأني أخشا عيونه، نافذة تطل على روحك مباشرة!
بعد السنة الأولى من الضرب ملت باربرا هذا وأصبحت تجلب زجاجة الخمر لي من مالها الخاص كما أننا لم نعد نعاني من نقص الطعام، لا أعلم كيف لكن باربرا كانت تخرج مساء كثيرا وتعود صباحا، كما بدأت تشرب خمور وتضع زينة للوجه وتغيرت ملابسها كثيرا تبدوا أكثر جرأة الآن… هي فتاة جميلة مليئة بالشباب وجسدها ناضج وجميل إن كنت تفهم قصدي !
يمكنها توفير الطعام لأمها وأخيها وزجاجة خمر لي، وأنا توقفت عن ضربها واكتفيت بأمها فقط كان هذا هو الاتفاق الضمني بيننا إن كنت تفهم قصدي !
أنا إدوارد عاطل عن العمل، أرى بعيني اليسرى فقط، رجل سافل، رجل حقير، رجل نذل، سوداوي وحاقد.
ظلت حياتنا هادئة بين صفعات باتريكا، مكوث روبرت مع باتش القط في غرفته وتوفير باربرا الطعام والخمر وكنا مثال لأسرة سعيدة حقا حتى مرضت باتريكا، أوه باتريكا عزيزتي 
زادت حرارتها ومكثت باربرا ترعاها، الان اكتشفت كم أحب باتريكا عزيزتي لا ترحلي وتتركيني أتذكر رحلتنا سويا وهروبك معي وأنت صغيرة أوه حبيبتي.
أسمع صوت بكائها وهي تنادي بأسمي، نعم أنا حبيبك منقذك بطلك لكني أحتاج الآن زجاجتي خمر بدل واحدة حتى أتمالك أعصابي، حبيبتي مريضة. 
في مرة وأنا جالس أشرب الخمر في غرفتي مر علي باتش لأول مرة، ذلك القط القبيح ينظر إلى في احتقار ينظر إلى ويخبرني كم أنا حقير، ينظر إلى بعينين واسعتين يقول لي أني نذل هجمت عليه وخلعت عينه اليمنى بيدي، هرب بعيدا عني إلى روبرت 
الآن يمكننا رؤية بعضنا جيدا تشاجرنا كثيرا أنا وباربرا لكن روبرت لم يعلق.

 أنا إدوارد عاطل عن العمل، أرى بعيني اليسرى فقط، رجل سافل، رجل حقير، رجل نذل، سوداوي وحاقد.

بعد هذه الحادثة بيومين ماتت باتريكا لم يحضر جنازتها سوى أنا والطفلين وباتش، وقفت بجوار باتش و ألقيت هذه الخطبة 
كانت باتريكا مثال للأم الصالحة، والزوجة الساذجة وشربت كأس أوه حبيبتي لماذا تركتيني !
جلست أبكي على الأرض، ورحلت باربرا وروبرت إلى المنزل وعندما وقفت وجدت باتش بجواري حملته وذهبت للمنزل.
شربت آخر كأس في الزجاجة ونمت طويلا، استيقظت بعد ساعات كثيرة لم أجد روبرت أو باربرا في المنزل، تركوا لي 7 زجاجات خمر وباتش فقط ينظر لي بعينه الواحدة يذكرني بفعلتي يذكرني بحقارتي أوه أنا أسف عزيزي، حملته ألقيته خارج المنزل ونمت مجددا لكني وجدته عندما استيقظت، ظل هو مؤنسي الوحيد، على الأقل لدي ما يكفي 7 أيام.
كنت أنام وأستيقظ أشرب الخمر، أتجول في المنتزه وأعود مر علي اليوم الرابع دون طعام انا وباتش، ذهبت لمكب النفايات وأخرجت بعض فضلات الطعام تصلح للتناول لنا.
تجولت قليلا بجانب البحيرة، لكني لم أتحمل نظرات باتش بعينه الواحدة لي هذا يكفي حملته وألقيته في البحيرة وشاهدته يغرق وعدت للمنزل شربت زجاجة اليوم ونمت.
استيقظت في اليوم التالي على صوت باتش... ما الذي يحدث كيف نجى ؟! ذلك الشيطان مصمم على تعذيبي شربت القليل من الخمر، وأخذته للتجول وتناول الطعام وضعت له قطعة سمك من أجود النفايات وأكلت أنا خبز، وجدت سكين لم أفكر كثيرا وقطعت رقبته على الفور، وكان شعور رائع الخلاص من هذا العذاب، ذهبت للمنزل لأنام… تبا متبقي زجاجة واحدة فقط!

 أنا إدوارد عاطل عن العمل، أرى بعيني اليسرى فقط، رجل سافل، رجل حقير، رجل نذل، سوداوي وحاقد.

أفتح عيني في اليوم التالي أجد باتش يقف على صدري ينظر لي بعين واحدة تطل على الجحيم، يسألني لماذا قتلته يسحب أنفاسي، يذكرني بكل هزائمي، أنا في الجحيم الآن بالطبع!
أحاول النهوض دون أن أحمله أجده ينزل من فوق صدري ويخرج من الغرفة، حينها فقط يمكنني التقاط أنفاسي، لكني قتلته أنا متأكد من ذلك كيف أتى؟ هل هذا قط آخر؟ لكن البقعة البيضاء نفسها، وعينه اليمنى مفقودة أيضا هو باتش ليس قط آخر.
اليوم يجب على التأكد من موت هذا الشيطان، لم أخرج من المنزل لتناول الطعام، بقيت في المنزل أشرب اخر زجاجة خمر واكتب خطاب.
صنعت مشنقة وأحكمت ربطها، ثم بحثت عن مسدسي القديم سأرسل هذا الشيطان إلى الجحيم للأبد، وجدت المسدس وأشرت إلى رأسه 
ظل ينظر إلى في تحدي كأنه مات كثيرا قبل ذلك، هو ليس خائف… ينظر لي بعين تطل على الجحيم، تعكس روحي تحاسبني وتذكرني بهزائمي… أطلقت النار على رأسه ثم وضعت رأسي في المشنقة وتركت الحبل يسقط وجسدي يتدلى في حركة حرة… إنها أنفاسي الأخيرة بينما نظري معلق بالجواب كتبت فيه 
هذا جسد رجل حقير، رجل نذل، سوداوي وحاقد.

Comments

Popular posts from this blog

يوم في حياة ميت - قصة قصيرة

ما كل هذه الضوضاء؟ أطفال تجري في الشارع محاولة اللحاق بكرة مع الكثير من السباب وذكر مفاتن والدة كل طفل فيهم، وذلك بائع متجول يحاول التخلص من حمولة يومه والعودة سريعا إلى أسرته ويحاول إنجاب طفل جديد يجري وراء كرة مع الكثير من السباب وذكر مفاتن زوجته. يظهر سؤال في عقلي هل لو علم أن ذلك طفل سيجلب له أقبح الصفات بسبب اهداره فرصة هدف محقق سيظل يرغب في إنجابه؟! أبتسم وأرفع رأسي من على الفراش. أنا خالد 25 سنة وأنا آخر الأحياء الآن ! أرتدي نظارتي وأحاول رؤية الأشياء من حولي، أنظر إلى ساعة معلقة أمامي أحاول أن أخفي بها شرخ في الحائط دون جدوى،  إنها الثانية والنصف ميعاد دواء وتدليك ظهر أبي، أرتدي قميص كان أنيق في الماضي والآن أرتديه في البيت لأغطي  ضلوعي البارزة. أخرج من غرفتي أحضر فطور أبي( فول وبيض مسلوق ) ثم أدخل إلى غرفته. أنا: صباح الخير على أجدع راجل في المنطقة. أبي: صباح الخير يا أخويا… كل دا نوم ايه اللي عملها معاك امبارح كان تقيل ولا ايه؟! ( نضحك نحن الاثنان ) أضع الكرسي المتحرك جوار فراشه وأحاول نقله من الفراش إلى الكرسي. أبي: شيل ياض رجلي عدل متبقاش خرع أح

كيف تصبح حبيب سئ - كتب بواسطة حبيب سئ

الدرس الأول. في البداية عليك أن تقول الحقيقة كلها، كم أنت سيء وحقير، كل الذنوب التي اقترفتها وكل الفتيات التي هجرتها عليك أن تخبرها كل ما حدث في الماضي، لا لشئ محدد إلا أنه أصبح في الماضي ونحن الان في الحاضر بين يديها تخبرها مثل طفل صغير أنك أخطأت ولا تريد أن تفعل ذلك مجدد. كما أنها لن تتوقع منك أن تصبح وغدا مجددا، لا يوجد لص يقول أنه لص، ثم عند تركها مثل عادتك يمكنك أن تقول ببساطة أنا لم أكذب عليكي لقد أخبرتك أني سئ وحقير منذ البداية، لماذا كل هذا الغضب؟ الدرس الثاني. يجب أن تظهر بصورة الفتى النسوي المدافع عن حقوق المرأة _ في البداية على الأقل _ وتدافع عنها في كل النقاشات أمام كل الأوغاد أصدقائكم، ودفاعك عنها ليس لأنك خليلها بل لأنها (مرأة) وأنت بالطبع نصير كل النساء! ولا مانع من مناقشة حياتها الدراسية والعملية والتخطيط معها مستقبلها هي وهي وحدها لا شريك لها فيه، لأنها مستقلة بذاتها ولا تحتاج مساعدة، ليس لأنك سوف تتركها لا سمح الله! الدرس الثالث. عرفها على أصدقائك كلهم الفتيات والشباب على أنها خليلتك وليس مجرد صديقة عادية، ومن المحبذ نشر صوركم على مواقع

مغامرات السيدة ليندا - قصة قصيرة

أوه عزيزي جيمس كم أنت جميل ورقيق ضحكتك قد تكلفني العالم كم وذلك البريق في عينيك يلمع مثل ألف شمس مشرقة، أهمس في أذنه أني  أحبه أكثر من أي شئ، وأن رجولته تغنيني عن ألف رجل آخر، كم أتمنى البقاء بجانبك إلى الأبد ألمس جسدك و أزرع ألف قبلة عليه فتنبت من  كل قبلة زهرة، لكن للأسف على الرحيل أنفث دخان سيجارتي وأحاول النهوض، يمسك يدي يقبلها في خشوع يترجاني للبقاء ويبكي مثل طفل  هجرته أمه! أضمه إلى صدري وأمسح على شعره البني ثم أقبل عينه حتى يتوقف على البكاء، ثم أوعده أني سأقوم بزيارته غدا، يهدأ قليلا ويرخي جسده على الفراش يشاهدني وأنا أرتدي ملابسي بينما هو يدخن سيجارة ملفوفة خصيصا لهذه الأوقات.  واحدة قبل الذهاب إلى الفراش وواحدة أخرى أثناء الاستلقاء لكن للأسف اليوم أفوت الثانية الليلة، زوجي سيعود باكرا كما يجب أن أحضر مارلا  من المدرسة  وأحضر الطعام، أقبل جيمس سريعا واعطيه رقم هاتف خاطئ ليعاود الاتصال بي غدا! أنا ليندا سيدة في منتصف العقد الثالث أعمل مترجمة فورية مما يتيح لي التعرف على  الكثير، وأيضا السفر كذلك، متزوجة منذ ثمان سنوات ولدينا الان مارلا ست سنوات زوجي برنارد يكبرني